Read More......
Name:
Location: tugu, jakarta utara, Indonesia

empty

Monday 26 August 2013

الحكم العطائية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال الشيخ الإمام المحقق أبو الفضل سيدي تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه : 1- من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل. 2- إراداتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية. 3- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار. 4- أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك. 5- اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك. 6- لا يكون تأخر أمد الأعطاء مع الإلحاح في الدعاء موجباً ليأسك. فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد. 7- لا يُشكـِّكنـَّك في الوعد عدم وقوع الموعود وإن تعين زمنه لئلا يكون ذلك قدحاً في بصيرتك وإخماداً لنور سريرتك. 8- إذا فتح لك وجهة من التعرف فلا تبال معها أن قلّ عملك، فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك. ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك والأعمال فأنت مهديها إليه، وأين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك. 9- تنوعت أجناس الأعمال بتنوع واردات الأحوال. 10- الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها. 11- ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه. 12- ما نفع القلب شئ مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة. 13- كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته؟. أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟. أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله ولم يتطهر من جنابه غفلاته؟. أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟. 14- الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه. فمن رأى الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار. 15- مما يدلك على وجود قهره سبحانه أن حجبك عنه بما ليس بموجود معه. 16- كيف يُتَصَوَّر أن يحجبه شئ وهو الذي أظهر كل شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شئ وهو الذي ظهر بكل شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء؟. وكيف يتصور أن يحجبه شئ وهو وهو الظاهر لكل شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إلأيك من كل شيء؟. كيف يتصور أن يحجبه شيء ولولاه لما ظهر وجود كل شيء؟. يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم؟ أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم؟ 17- ما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله فيه. 18- إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس. 19- لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها، فلو أرادك لاستعملك من غير إخراج. 20- ما أرادتْ همة سالك أن تقف عندما كُشِف لها إلا ونادته هو اتف الحقيقة : الذي تطلب أمامك!. ولا تبرجت ظواهر المكونات إلا ونادته حقائقها : إنما نحن فتنة فلا تكفر!. 21- طلبك منه اتهام له. وطلبك له غيبة منك عنه. وطلبك لغيره لقلة حيائك منه. وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه. 22- ما من نفس تبديه إلا وله قدر فيك يمضيه. 23- لا تترقب فروع الأغيار فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه. 24- لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها. 25- ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك. 26- من علامات النُجْحِ في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات. 27- من أشرقت بدايته أشرقت نهايته. 28- ما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر. 29- شتان بين من يستدل به أو يستدل عليه يستدل عليه. المستدل به عرف الحق لأهله فأثبت الأمر من وجود أصله، والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه، وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه؟ ومتى بَعُد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه؟. 30- (لينفق ذو سعة من سعته) الواصلون إليه، (ومن قدر عليه رزقه) السائرون إليه. 31- اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه، والواصلون لهم أنوار المواجهة. فالأولون للأنوار وهؤلاء الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه، (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). 32- تشوفك على ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب. 33- الحق ليس بمحجوب وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه إذ لو حجبه شئ لستره ما حجبه، ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصراً وكل محاصر لشيء فهو له قاهر، (وهو القاهر فوق عباده) 34- اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيباً ومن حضرته قريباً. 35- أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس. وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها. ولأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه، فأي علم لعالم يرضى عن نفسه؟ وأي جاهل لجاهل لا يرضى عن نفسه؟. 36- شعاع البصيرة يشهدك قربه منك، وعين البصيرة تُشهدك عدمك لوجوده، وحق البصيرة يشهدك وجوده لا عدمك ولا وجودك. 37- كان الله ولا شئ معه وهو الآن على ما عليه كان. 38- لا تتعد نية همتك إلى غيره، فالكريم لا تتخاطاه الآمال. 39- لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك، فكيف يرفع إلى غيره ما كان هو له واضعاً؟. من لا يستطيع أن يرفع حاجة عن نفسه فكيف يستطيع أن يكون لها عن غيره رافعاً. 40- إن لم تحسن ظنك به لأجل وصفه فحسِّن ظنك به لأجل معاملته معك، فهل عودك إلا حسناً وهل أسدى إليك إلا مننا؟ 41- العجب كل العجب ممن يهرب ممن لا انفكاك له منه، ويطلب ما لا بقاء له معه، (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصور). 42- لا ترحل من كون إلى كون فتكون كحمار الرحا يسير، والذي ارتحل إليه هو الذي ارتحل عنه. ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون (وأن إلى ربك المنتهى). وانظر إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، فافهم قوله عليه الصلاة والسلام وتأمل هذا الأمر أن كنت ذا فهم. 43- لا تصحب من لا ينهضك حاله، ولا يدلك على الله مقاله. 44- ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالاً منك. 45- ما قلّ عمل برز من قلبٍ زاهدٍ ولا كثر عمل برز من قلب راغب. 46- حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال وحسن الأحوال من التحقيق في مقامات الأنزال. 47- لا تترك الذكر العدم الذكر لعدم حضور قلبك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره. فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور (وما ذلك على الله بعزيز). 48- من علامات موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات. 49- لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه. 50- لا صغيرة إذا قابلك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله. 51- لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده ويتحقر عندك وجوده. 52- إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا. 53- أورد عليك الوارد ليتسلمك من يد الأغيار وليحررك من رق الآثار. 54- أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك. 55- الأنوار مطايا القلوب والأسرار. 56- النور جند القلب كما أن الظلمة جند النفس. فإذا أراد الله أن ينصر عبده أمده بجنود الأنوار وقطع عنه مدد الظلم والأغيار. 57- النور له الكشف، والبصيرة لها الحكم، والقلب له الإقبال والإدبار. 58- لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، وافرح بها لأنها برزت من الله إليك. (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). 59- قطع السائرين له والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشهود أحوالهم. أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع الله فيها وأما الواصلون فلأنه غيبهم بشهوده عنها. 60- ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع. 61- ما قادك شئ مثل الوهم. 62- أنت حر مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت له طامع. 63- من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان. 64- من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها. 65- خِف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجاً لك (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) 66- من جهل المريد أن يسئ الأدب فتؤخر العقوبة عنه فيقول لو كان هذا سوء أدب لقطع الأمداد وأوجب الأبعاد. فقد يُقطع المدد عنه من حيث لا يشعر، ولو لم يكن إلا منع المزيد. وقد يقام مقام البعد وهو لا يدري، ولو لم يكن إلا إن يخليك وما تريد. 67- إذا رأيت عبداً أقامه الله تعالى بوجود الأوراد وأدامه عليها مع طول الأمداد فلا تستحقرن ما منحه مولاه، لأنك لم تر عليه سمات العارفين ولا بهجة المحبين. فلولا وارد ما كان ورد. 68- قوم أقامهم الحق لخدمته، وقوم اختصهم بمحبته (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً). 69- قلما تأتي الواردات الإلهية إلا بغتة، صيانة لها لئلا يدعيها العباد بوجوب الاستعداد. 70- من رأتيه مجيباً عن كل ما سئل ومعبراً عن كل ما شهد وذاكراً كل ما علم فاستدل بذلك على وجود جهله. 71- إنما جعل الدار الآخرة محلاً لجزاء عباده المؤمنين لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، ولأنه أجّل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها. 72- من وجد ثمرة عمله عاجلاً فهو دليل علوى وجود القبول آجلاً. 73- إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك. 74- متى رزقك الطاعة والغنى به عنها فاعلم أنه قد أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة. 75- خير ما تطلب منه ما هو طالبه منك. 76- الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامة الاغترار. 77- ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته، بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده وانطوائه في شهوده. 78- الرجاء ما قارنه عمل، وإلا فهو أمنية. 79- مطلب العارفين من الله تعالى الصدق في العبودية، والقيام بحقوق الربوبية. 80- بسطك كي لا يبقيك مع القبض، وقبضك كي لا يتركك مع البسط، وأخرك عنهما كي لا تكون لشئ دونه. 81- العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا، ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل. 82- البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح، والقبض لا حظ للنفس فيه. 83- ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك. 84- متى فتح لك باب الفهم في المنع عاد المنع عين العطاء. 85- الأكوان ظاهرها غرة وباطنها عبرة، فالنفس تنظر إلي ظاهر غرتها والقلب ينظر إلى باطن عبرتها. 86- أن أردت أن يكون لك عز لا يفنى فلا تستعزن بعز يفنى. 87- الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك حتى ترى الاخرة أقرب إليك منك. 88- العطاء من الخلق حرمان، والمنع من الله إحسان. 89- جل ربنا أن يعامله العبد نقداً فيجازيه نسيئه. 90- كفى من جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أهلاً. 91- كفى العاملين جزاء ما هو فاتحه على قلوبهم في طاته وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته. 92- من عبده لشئ يرجوه منه أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه فما قام بحق أوصافه. 93- متى أطاعك أشهدك بره، ومتي منعك أشهدك قهره، فهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك. 94- إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه. 95- ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قضى عليك بالذنب فكان سببان في الوصول. 96- معصية أورثت ذلاً وافتقاراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً. 97- نعمتان ما خرج موجود عنهما ولا بد لكل مكون منهما ؛ نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد. 98- أنعم عليك أولاً بالإيجاد وثانياً بتوالي الإمداد. 99- فاقتُك لك ذاتية وورود الأسباب مذكرات لك بما خفى عليك منها والفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض. 100- خير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك، وترد فيه إلى وجود ذلتك. 101- متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به. 102- متى أطلق السانك بالطلب فاعلم انه يريد أن يعطيك. 103- العارف لا يزول اضطراره ولا يكون مع غير الله قراره. 104- أنار الظواهر بانوار آثار وأنار السرائر بأنوار أوصافه، لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر ولم تأفل أنوار القلوب والسرائر. ولذلك قيل : أن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب 105- ليخفف ألم البلاء عليك علمك بأنه سبحانه هو المبلي لك. فالذي واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار. 106- من ظن انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره. 107- لا يُخاف عليك أن تلتبس الطريق عليك وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك. 108- سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية. 109- لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك. 110- متى جعلك في الظاهر ممتثلاً لأمره ورزقك في الباطن الاستسلام لقهره فقد أعظم المنة عليك. 111- ليس لك لمن ثبت تخصيصه كمل تخليصه. 112- لا يستحقر الورد إلا جهول. الوارد يوجد في الدار الآخر والورد ينطوي بانطواء هذه الدار. وأولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده. الورد هو طالبه منك والوارد أنت تطلبه منه وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه؟. 113- ورود الأمداد بحسب الاستعداد وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار. 114- الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل، والعاقل ينظر ماذا بفعل الله به. 115- إنما يستوحش العباد والزهاد من كل شئ لغيبتهم عن الله في كل شئ، فلو شهدوه في كل شئ لم يستوحشوا من شئ. 116- أمرك في هذه الدار بالنظر في مكوناته وسيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته. 117- لما علم أنك لا تصبر عنه أشهدك ما برز منه، لما علم منك وجود الملل لون لك الطاعات، وعلم ما فيك من وجود الشرة فحجرها عليك في بعض الأوقات. 118- ليكون همك إقامة الصلاة لا وجود الصلاة، فما كل مصل مقيما. 119- الصلاة مطهرة للقلوب واستفتاح لباب الغيوب. 120- الصلاة محل المناجاة ومعدن المصافاة تتسع فيها ميادين الأسرار وتشرق فيها شوارق الأنوار. علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها، وعلم احتياجك إلى فضله فكثر أمدادها. 121- متى طلبت عوضاً على عمل طولبت بوجود الصدق فيه، ويكفي المريب وجدان السلامة. 122- لا تطلب عوضاً على عمل لستَ له فاعلاً، يكفي من الجزاء لك على العمل أن كان له قابلاً. 123- إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق فيك ونسب إليك. 124- لا نهاية لمذامّك أن أرجعك إليك، ولا تفرغ مدائحك أن أظهر جوده عليك. 125- كن بأوصاف ربوبيته متعلقاً وباوصاف عبوديتك متحققاً. 126- منعك أن تدعى ما ليس لك مما هو للمخلوقين، أفيبيح لك أن تدعى وصفه وهو رب العالمين؟!. 127- كيف تخرق لك العوائد وأنت لم تخرق من نفسك العوائد. 128- ما الشأن وجود الطلب، إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب. 129- ما طلب لك شئ مثل الاضطرار ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذلة والافتقار. 130- لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك ومحو دعاويك لم تصل إليه أبداً. ولكن إذا أراد أن يوصلك إليه ستر وصفك بوصفه وغطى نعتك بنعته فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك إليه. 131- لولا جميل ستره لم يكمن عمل أهلاً للقبول. 132- أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته. 133- الستر على قسمين ؛ ستر عن المعصية وستر فيها. فالعامة يطلبون من الله الستر فيها خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق والخاصة يطلبون من الله الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك الحق. 134- من أكرمك إنما أكرم فيك جميل ستره، فالحمد لمن ستركك، ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك. 135- ما صحِبَك إلا من صحبك وهو بعيبك عليم، وليس ذلك إلا مولاك الكريم. خير من تصحب من يطلبك لا لشئ يعود منك إليه. 136- لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها، ولرأيت محاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفناء عليها. 137- ما حجَبك عن الله وجود موجودٍ معه إذ لا شئ معه، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه. 138- لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود الصفات، ولو ظهرت صفاته اضمحلت مكوناته. 139- أظهر كل شئ بأنه الباطن، وطوى وجود كل شئ بأنه الظاهر. 140- أباح لك أن تنظر ما في المكونات وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات. (قل انظروا ماذا في السموات والأرض) فبقوله قل انظروا ماذا فيها فتح لك باب الأفهام، ولم يقل : انظروا السموات لئلا يدلك على وجود الأجرام. 141- الأكوان ثابتة بإثباته، ممحوة بأحدية ذاته. 142- الناس يمدحونك لما يظنونه فيك، فكن أنت ذاماً لنفسك لما تعلمه منها. 143- المؤمن إذا مُدِح استحيا من الله تعالى أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه. 144- أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس. 145- إذا أطلق الثناء عليك ولست بأهل فاثنِ عليه بما هو أهله. 146- الزهاد إذا مُدِحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق، والعارفون إذا مُدِحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق. 147- متى كنت إذا اُعْطِيتَ بسطك العطاء وإذا مُنِعْت قبضك المنع فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك وعدم صدقك في عبوديتك. 148- إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبباً يُؤَيِّسُك من حصول الاستقامة مع ربك، فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك. 149- إذا أردت أن ينفتح لك باب الرجاء فاشهدْ ما منه إليك. وإذا أردت أن ينفتح لك باب الخوف فاشهدْ ما منك إليه. 150- ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط، (لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً). 151- مطالع الأنوار القلوب والأسرار. 152- نور مستودع في القلوب مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب. 153- نور يُكشف لك به عن آثاره ونور يكشف لك به عن أوصافه. 154- ربما وقفتِ القلوبُ مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار. 155- ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر إجلالاً لها أن تبتذل بوجود الإظهار وأن ينادى عليها بلسان الاشتهار. 156- سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا من أراد أن يوصله إليه. 157- ربما أطلعك على غيب ملكوته وحجب عنك الاستشراف على أسرار العباد. 158- من اطلع على أسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية كان اطلاعه فتنة عليه وسبباً لجر الوبال إليه. 159- حظ النفس في المعصية ظاهر جلي، وحظها في الطاعات باطن خفي، ومداواة ما يخفى صعبٌُ علاجه. 160- ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك. 161- استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك. 162- غيب نظر الخلق إليك بنظر الله إليك وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك. 163- من عرف الحق شهده في كل شئ ومن فنِيَ به غاب عن كل شئ، ومن أحبه لم يؤثر عليه شيئا. 164- إنما حجب الحق عنك شدة قربه منك. 165- وإنما احتجب لشدة ظهوره وخفي عن الأبصار لعظيم نوره. 166- لا يكن طلبك سبباً إلى العطاء منه فيقِلَّ فهمك عنه، ليكن طلبك لإظهار العبودية وقياماً بحقوق الربوبية. 167- كيف يكون طلبك اللاحق سبباً لعطائه السابق. 168- جلّ حكم الأزل أن يضاف إلى العِلل. 169- عنايته فيك لا لشيء منك، وأين كنت حين واجهتك عنايته وقابلتك رعايته؟!. لم يكن في أزله إخلاص أعمال ولا وجود أحوال، بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال وعظيم النوال. 170- علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية، فقال : (يختص برحمته من يشاء)، وعلم أنه لو خلاهم وذلك لتركوا العمل اعتماداً على الأزل فقال : (إن رحمة الله قريب من المحسنين). 171- إلى المشيئة يستند كل شيء لأن وقوع ما لم يشأ الحق محال ولا تستند هي إلى شئ. 172- ربما دلهم الأدب على ترك الطلب اعتماد على قسمته واشتغالاً بذكره عن مسئلته. 173- إنما يذكر من يجوز عليه الإعفال، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال. 174- ورود الفاقات أعياد المريدين. 175- ربما وجدتَ من المزيد في الفاقات ما لم تجده في الصوم والصلاة. - الفاقات بسط المواهب. 176- إن أردت بسط المواهب عليك صحح الفقرَ والفاقة لديك (إنما الصدقات للفقراء). 178- تحققْ بأوصافك يمدك بأوصافه، وتحقق بذلك يمدك بعزه، وتحقق بعجزك يمدك بقدرته، وتحقق بضعفك يمدك بحوله وقوته. 179- ربما رُزِق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة. 180- من علامات إقامة الحق لك في الشئ إدامته إياك فيه مع حصول النتائج. 181- من عبّر من بساط إحسانه أصمتَتْه الإساءة، ومن عبّر من بساط إحسان الله له لم يصمت إذا أساء. 182- تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيث صار التنوير وصل التعبير. 183- كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز. 184- من أُذِن له في التعبير حَسُنتْ في مسامع الخلق عبارته وجُلِبَتْ إليهم إشارته. 185- ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار إذا لم يؤذن لك فيها بالاظهار. 186- عيارتهم إما لفيضان وجد أو لقصد هداية مريد. فالأول حال السالكين، والثاني حال أرباب المكنة والمحققين. 187- العبارة قوت لعائلة قلوب المستمعين وليس لك إلا ما أنت له آكل. 188- ربما عبَّر عن المقام من استشرف عليه، وربما عبر عنه من وصل إليه، وذلك ملتبس إلا على صاحب بصيرة. 189- لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته، فإن ذلك يُقلِل عملها في قلبه ويمنعه وجود الصدق فيها مع ربه. 190- لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق إلا أن ترى أن المعطي فيهم مولاك، فإن كنت كذلك فخذ ما وافق العلم. 191- ربما استحيى العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكفتاء بمشيئته، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته؟. 192- إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلها على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقاً. 193- من علامات ابتاع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات. 194- قيَّد الطاعات بأعيان الأوقات كي لا يمنعك عنها وجود التسويف، ووسع عليك الأوقات ليبقى لك حصة الاختيار. 195- علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجود طاعته فساقهم إليها بسلاسل الإيجاب. عَجبَ ربُّك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل. 196- أوجب عليك وجودَ خدمته، وما أوجب عليك إلا دخولَ جنته. 197- من استغرب أن يُنقذه الله من شهوته وأن يُخرجه من وجود غفلته فقد استعجز القدرة الإلهية، (وكان الله على كل شئ مقتدرا). 198- ربما وردت الظُلـُمُ عليك ليعرفك قدر ما منّ به عليك. 199- من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرف بوجود فقدانها. 200- لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك، فإن ذلك مما يَحُطُّ من وجود قدرك. 201- تمكن حلاوة الهوى من القلب هو الداء العضال. 202- لا يُخرج الشهوة من القلب إلا خوفٌ مزعجٌ أو شوق مقلقٌ. 203- كما لا يحب العملَ المشترك لا يحب القلب المشترك. العملُ المشتركُ لا يبقله والقلب المشترك لا يُقبَلُ عليه. 204- أنوارٌ أذِنَ لها في الوصول، وأنوار أذن لها في الدخول. 205- ربما وردت عليك الأنوار فوجدتَ القلبَ محشواً بصور الآثار فارتحلتْ من حيث جاءتْ. 206- فرِّغْ قلبك من الأغيار تملأه بالمعارف والأسرار. 207- لا تستبطئ من النوال ولكن استبطئ من نفسك وجودَ الإقبال. 208- حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها وحقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها، إذ ما من وقت يرد إلا ولله عليك فيه حق جديد وأمر أكيد. فكيف تقضي فيه حقَّ غيره وأنت لم تقض حق الله فيه؟!. 209- ما فاتك من عمرك لا عوض له وما حصل لك منه لا قيمة له. 210- ما أحببتَ شيئاً إلا كنت له عبدا، وهو لا يحب أن تكون لغيره عبدا. 211- لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك. فإنما أمرك بهذا ونهاك عن هذا لما يعود إليك. 212- لا يزيد في عزه إقبال من أقبل عليه ولا ينقص من قدره أدبار من أدبر عنه. 213- وصولك إليه ؛ وصولك إلى العلم به، وإلا فجلّ ربنا أن يتصل به شئ أو يتصل هو بشئ. 214- قربك منه أن تكون مشاهد لقربه وإلا فمن أين أنت ووجود قربه؟!. 215- الحقائق ترد في حال التجلي مجملة، وبعد الوعي يكون البيان (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم أن علينا بيانه). 216- متى وردت الواردات الإلهية إليك هُدِمت العوائد عليك، (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدواها). 217- الوارد يأتي من حضرة قهار، لأجل ذلك لا يصادمه شئ إلا دمغه، (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق). 218- كيف يحتجب الحق بشئ والذي يحتجب به هو فيه ظاهر وموجود حاضر؟! 219- لا تبأس من قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور، فربما قبل من العلم ما لم تدرك ثمرته عاجلاً. 220- لا تزكين وارداً لا تعلم ثمرته، فليس المراد من السحابة الأمطار وإنما المراد منها وجود الأثمار. 221- لا تطلبن بقاء الواردات بعد أن بُسِطتْ أنوارها، وأودِعت أسرارها، فلك في الله غنى عن كل شئ وليس يغنيك عنه شئ. 222- تطلعك إلى غيره دليل على عدم وجدانك له، واستيحاشك بفقدان ما سواه دليل على عدم وصلتك به. 223- النعيم وإن تنوعت مظاهره إنما هو بشهوده واقترابه، والعذاب وإن تنوعت مظاهره إنما هو لوجود حجابه. فسبب العذاب وجود الحجاب، واتمام النعيم بالنظر إلى وجه الله الكريم. 224- ما تجده القلوب من الهموم والأحزان فلأجل ما منعَتْه من وجود العيان. 225- من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك ويمنعك ما يطغيك. 226- ليقلَّ ما تفرحُ به يقل ما تحزن عليه. 227- إن أردت أن لا تُعزل فلا تتول ولاية لا تدوم لك. 228- إنْ رَغَّبَتْك البدايات زَهَّدَتْك النهايات. إن دعاك إليها ظاهر نهاك عنها باطن. 229- إنما جعلها محلا للأغيار ومعدناً لوجود الأكدار تزهيداً لك فيها. 230- علم أنك لا تقبل النصح لمجرد القول فذوقك من ذوقها ما يسهل عليك وجود فراقها. 231- العلم النافع الذي ينبسط في الصدر شعاعه وينكشف به عن القلب قناعه. 232- خير علم ما كانت الخشية معه. 233- العلم إن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك. 234- متى آلمك عدم إقبال الناس عليك أو توجهُهُم بالذم إليك فارجع إلى علم الله فيك، فإن كان لا يقنعك علمه فيك فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم. 235- إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكناً إليهم. أراد أن يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه شيء. 236- إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده. 237- جعله لك عدواً ليحوشك به إليه، وحرّك عليك النفس ليُديم إقبالَك عليه. - من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً، إذ ليس التواضع إلا عن رفعة. فمتى أثبتَّ لنفسك تواضعاً فأنت المتكبر. 239- ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع، ولكن المتواضع الذي إذا تواضع رأى انه دون ما صنع. 240- التواضع الحقيقي هو ما كانا ناشئاً عن شهود عظمته وتجلى صفته وتجلي صفته. 241- لا يُخرِجك عن الوصف إلا شهود الوصف. 242- المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً، وتشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكراً. 243- ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضاً أو يطلب منه غرضاً، فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له. 244- لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين. لا مسافة بينك وبينه حتى تطويها رحلتك، ولا قطيعة بينك وبينه حتى تمحوها وصلتك. 245- جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته وأنك جوهرة تُطوى عليها أصداف مكوناته. 246- وسعك الكون من حيث جثمانيتك ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك. 247- الكائن في الكون ولم تُفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته محصور في هيكل ذاته. 248- أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكوِّن، فإذا شهدته كانت الأكوان معك. 249- لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية. إنما مَثل الخصوصية كإشراق شمس النهار ظهرت في الأفق، وليست منه. تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك، وتارة يقبض ذلك عنك فيردك إلى حدودك. فالنهار ليس منك إليك ولكنه وارد عليك. 250- دل بوجود آثاره على وجود أسمائه، وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه، وبوجود أوصافه على وجود ذاته. إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه. فأهل الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته، ثم يردهم إلى شهود صفاته، ثم يردهم إلى التعلق بأسمائه، ثم يردهم إلى شهود آثاره. والسالكون على عكس هذا ؛ فنهاية السالكين بداية المجذوبين، لكن لا بمعنى واحد، فربما التقيام في الطريق، هذا في ترقيه وهذا في تدليه. 251- لا يعلم قدر أنوار القلوب والأسرار إلا في غيب الملكوت، كما لا تظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك. 252- وجدان ثمرات الطاعات عاجل، وبشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجل. 253- كيف تطلب العوض على عمل هو متصدق به عليك؟! أم كيف تطلب الجزاء على صدق هو مهديه إليك؟! 254- قوم تسبق أنوارهم أذكارهم وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم. 255- ذاكر ذكر ليستنير قلبه وذاكر استنار قلبه فكان ذاكراً. 256- ما كان ظاهر ذكر إلا عن باطن شهود وفكر. 257- أشهدك من قبل أن استشهدك فنطقت بألوهيته الظواهر وتحققت بأحديته القلوب والسرائر. 258- أكرمك كرامات ثلاثا ؛ جعلك ذاكراً له، ولولا فضله لم تكن أهلاً لجريان ذكره عليك، وجعلك مذكوراً به إذ حقق نسبته لديك، وجعلك مذكوراً عنده فتمم نعمته عليك. 259- رب عمر اتسعت آماده وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده كثيرة أمداده. 260- من بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى مالا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الآشارة. 261- الخذلان كل الخذلان أن تتفرَّغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه، وتَقِلَّ عوائقك ثم لا ترحل إليه. 262- الفكرة : سير القلب في ميادين الأغيار. 263- الفكرة سراج القلب، فإذا ذهبتْ فلا إضاءة له. 264- الفكرة فكرتان ؛ فكرة تصديق وإيمان، وفكرة شهود وعيان. فالأولى لأرباب الاعتبار والثانية لأرباب الشهود والاستبصار. 266- أما بعد، فإن البدايات مجلاة النهايات. 267- ومن كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته، 267- والمشتغل به هو الذي أحببتَه وسارعت إليه، والمشتغل عنه هو المؤثر عليه. 268- ومن أيقن أن الله يطلبه صدق الطلب إليه، 269- ومن علم أن الأمر كله بيده انجمع بالتوكل عليه، 270- وإنه لا بد لبناء هذا الوجود أن تنهدم دعائمه، وأن تُسلب كرائمه. 271- فالعاقل من كان بما هو أبقي أفرح منه بما هو يفنى. 272- قد أشرق نوره وظهرت تباشيره، 273- فصدف عن هذه الدار مغضياً وأعرض عنها مولياً، 274- فلم يتخذها وطناً ولا جعلها سكناً، 275- بل أنهض الهمة فيها إلى الله وصار فيها مستعيناً به في القدوم عليه. 276- فما زالت مطية عزمه لا يقر قرارها، 277- دائماً تسيارها، 278- إلى أن أناخت بحضرة القدس وبساط الأنس، 279- في محل المفاتحة والمواجهة والمجالسة والمحادثة والمشاهدة والمطالعة، 280- فصارت الحضرة معشش قلوبهم إليها يأوون وفيها يسكنون. 281- فإن نزلوا إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ فبالإذن والتمكين والرسوخ في اليقين. 282- فلم ينزلوا إلى الحقوق بسوء الأدب والغفلة ولا إلى الحظوظ بالشهوة والمتعة، 283- بل دخلوا في ذلك بالله ولله ومن الله وإلى الله. 284- (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق) ليكون نظري إلى حولك وقوتك إذا أدخلتني، وانقيادي إليك إذا أخرجتني (واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) ينصرني ولا ينصر عليّ، ينصرني على شهود نفسي ويفنيني عن دائرة حسي. 285- إن كانت عين القلب تنظر أن الله واحد في منته فالشريعة تقتضي أنه لا بد من شكر خليقته، 286- وإن الناس في ذلك على أقسام ثلاثة ؛ غافل منهمك في غفلته قويت دائرة حسه وانطمست حضرة قدسه، فنظرَ الإحسانَ من المخلوقين ولم يشهده من رب العالمين. أما اعتقادا فشركه جلي. وأما استناداً فشركه خفي. وصاحب حقيقة غاب عن الخلق بشهود الملك الحق وفني عن الأسباب بشهود مسبب الأسباب، فهذا عبد مُواجه الحقيقة ظاهر عليه سناها، سالك للطريقة، قد استولى على مداها غير أنه غريق الأنوار ومطموس الآثار. قد غلب سكره على صحوه، وجمعه على فرقه، وفناءه على بقائه، وغيبته على حضوره. وأكمل منه عبد شرب فازداد صحوا وغاب فزاداد حضوراً. فلا جمعه يحجبه عن فرقه ولا فرقه يحجبه عن جمعه ولا فناؤه عن بقائه يصده ولا بقاؤه يصده عن فنائه. يعطي كل ذي قسط قسطه ويوفي كل ذي حق حقه. وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لعائشة رضي الله عنها لما نزلت براءتها من الإفك على لسان رسول الله [: يا عائشة اشكري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت : والله لا أشكر إلا الله] دلها أبو بكر على المقام الأكمل ؛ مقام البقاء المقتضي لأثبات الآثار. وقد قال الله تعالى : (أن اشكر لي ولوالديك). وقال صلوات الله وسلامه عليه : لا يشكر الله من لا يشكر الناس. وكانت هي في ذلك الوقت مصطلمة عن شاهدها، غائبة عن الآثار فلم تشهد إلا الواحد القهار. وقال رضي الله نه لما سئل عن قوله صلوات الله وسلامه عليه : [ وجعلت قرة عيني في الصلاة ] هل ذلك خاص به أم أمر لغيره منه مشرب ونصيب؟ فأجاب : إن قرة العين بالشهود على قدر المعرفة بالمشهود، والرسول صلوات الله وسلامه عليه ليس معرفة غيره كمعرفته فليس قرة عين كقرته، وإنما قلنا إن قرة عينه في صلاته بشهوده جلال مشهوده، لأنه قد أشار إلى ذلك بقوله في الصلاة ولم يقل بالصلاة، إذ هو صلوات الله وسلامه عليه لا تقر عينه بغير ربه. وكيف وهو يدل على هذا المقام ويامر به من سواه لقوله صلوات الله وسلامه عليه : أعبد الله كأنك تراه. ومحال أن يراه ويشهد معه سواه. قال له سائل : قد تكون قرة العين بالصلاة لأنها فضل من الله وبارزه من عين منة الله، فكيف لا يفرح بها؟ وكيف لا تكون قرة العين بها وقد قال سبحانه (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا). فقال : اعلم أن الآية فاعلم أن الآية قد أومأت إلى الجواب لمن تدبر سر الخطاب. إذ قال فبذلك فليفرحوا وما قال فبذلك فافرح يا محمد. قل لهم ليفرحوا بالإحسان والتفضل وليكن فرحك أنت بالمتفضل كما قال في الآية الأخرى : (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). الناس في ورود المنن عليهم ثلاثة أقسام ؛ فرح بالمنن لا من حيث مهديها ومنشئها ولكن بوجود متعته فيها، فهذا من الغافلين. يصدق عليه قوله تعالى : (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بعتة). وفرح بالمنن من حيث إنه شهدها منة ممن أرسلها ونعمة ممن أوصلها، فيصدق عليه قوله تعالى : (فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). وفرح بالله ما شغله من المنن ظاهر متعتها ولا باطن منتها، بل شغله النظر إلى الله عما سواه والجمع عليه فلا يشهد إلا إياه، يصدق عليه قوله تعالى : (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون). وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : يا داوود قل للصديقين بي فليفرحوا وبذكري فليتمتعوا. والله يجعل فرحنا وإياك به وبالرضى منه وأن لا يجعلنا من الغافلين، وأن يسلك بنا مسلك المتقين بمنه وكرمه. وقال رضي الله عنه في مناجاته : إلهي أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيراً في فقري. إلهي أنا الجاهل في علمي فكيف لا أكون جاهلا جهولاً في جهلي. إلهي إن اختلاف تدبيرك وسرعة حلول مقاديرك منعاً عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء واليأس منك في بلاء. إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك. إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي. إلهي إن أظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة على، وإن ظهرت المساوي مني فبعد لك ولك الحجة علي. إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد تكفلت لي. وكيف أضام وأنت الناصر لي، أم كيف أخيب وأنت الخفي بي. ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك. أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفي عليك. أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك. أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت إليك. أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت وإليك. إلهي ما ألطفك بي مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلي. إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك،وما أرافك بي فما الذي يحجبني عنك. إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلي في كل شئ حتى لا أجهلك في شئ. إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما آيستني أوصافي أطمعتني منتك. إلهي من كانت محاسنه مساوي فكيف لا تكون مساوية مساوي، ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي. إلهي حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي لذي حال حالاً ولا لدي مقال مقالاً. إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك. إلهي أنت تعلم وأن لم تدم الطاعة مني فعلاً جزماً فقد دامت محبة وعزماً. إلهي كيف أعزم وأنت القاهر، وكيف لا أعزم وأنت الآمر. إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك. إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك. أيكون لغيرك من الظهور ما ليس بك حتى يكون هو المظهر لك. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك. ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك. إلهي عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقة عبد لم يجعل له من حبك نصيباً. إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فارجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها كما دخلت عليك منها مصون السر عن النظر إليها ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها إنك على كل شئ قدير. إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفي عليك. منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك لا بغيرك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية من يديك. إلهي علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون. إلهي حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب. إلهي اغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك عن اختياري وأوقفني على مراكز اضطراري. إلهي أخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكى وشركى قبل حلول رمسي. بك انتصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلني، وإياك أسأل فلا تخيبني، وفي فضلك أرغب فلا تحرمني، ولجنابك أنتسب فلا تبعدني، وببابك أقف فلا تطردني. إلهي تقدس رضاك أن تكون له علة منك فكيف تكون له علة مني. أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنياً عني. إلهي إن القضاء والقدر غلبني وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتنصر بي، واغنني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي. أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك. وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجؤا إلى غيرك، أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم. ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك. لقد خاب من رضى دونك بدلاً. ولقد خسر من بغي عنك متحولاً. إلهي كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان. أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق احباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين، ويا من ألبس أولياؤه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستغزين. أنت الذاكر من قبل الذاكرين، وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين، وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين. إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمننك حتى أقبل عليك. إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزايلني وإن أطعـك. إلهي قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك. إلهي كيف أخيب وأنت أملي، أم كيف أهان وعليك متكلي، إلهي كيف أستعز وأنت في الذلة أركزتني، أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني، أم كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني، أم كيف أفتقر وأنت الذي الذي بجودك أغنيتني وأنت الذي لا إله غيرك تعرفت لكل شيء. فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء فانت الظاهر لكل شيء وأنت الباطن لكل شيء. يا من استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيباً في رحمانيته كما صارت العوالم غيباً في عرشه، محقتَ الآثار بالآثار ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار. يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه البصار. يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار. كيف تخفى وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر والله الموفق وبه أستعين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home